رغم الاجراءات الامنية التي اتخذتها اقاليم الامن الوطني في ولايات تونس ومنوبة واريانة للحد من ظاهرة «البراكاجات» التي اصبحت تتكرر بصفة يومية الا ان العصابات المسلحة انتشرت بكثرة خاصة في محطات الميتروعدد 2 و5 و4...
يعيش مسافروالمترو في ولايات تونس واريانة ومنوبة حالة من الرعب والغضب بسبب تكرار عمليات السطو عليهم من قبل منحرفين ومجموعات تابعة لهم، وتمت امس عملية سرقة بالمتروعدد 4 على مستوى مفتاح سعد الله حيث اقدم 4 منحرفين يقودهم شاب في الثلاثين من عمره على الاعتداء على كهل بعد ان اكتشف ان احدهم وضع يده في جيبه لسرقة محفظته .
السرقات
رغم صيحات الفزع التي يطلقها المواطنون الذين يستعلمون المترو لإنقاذهم من هذه العصابات التي تضم عناصر منحرفة ومدمنة الا انه لم يتم اي اجراء عملي باستثناء وجود بعض العناصر التابعة لشركة النقل الذين لا يمتطون المترو بل تجدهم منتشرين في المحطات فقط. وقال عماد القاسمي موظف بشركة اللحوم انه تعرض مرتين ل»بركاج» وقدم شكوى لكن بقيت مجرد حبر على ورق .
واضاف عماد انه تمكن من التعرف على احد المتهمين ورغم ذلك لم يتم اتخاذ اي اجراء ضده وهنا تدخلت زوجته لتضيف ان الوضع داخل الميترواصبح كارثيا في ظل الانفلات الحاصل .
الشكاوى
كما اضاف مصدر امني مطلع ان ضحايا «البراكاجات» في وسيلة النقل «المترو» لا يمكن تحديد عددهم لان هناك ضحايا يرفضون تقديم شكاوى خوفا من الانتقام مضيفا ان مراكز ومناطق الامن تتلقى يوميا ما بين 6 و5 قضايا فقط وهوما ساعد العصابات في تنفيذ عملياتهم لانهم متأكدون انهم لن يقعوا في قبضة الامنيين .
واضاف محدثنا ان عمليات السرقة اصبحت تتم باستعمال السلاح الابيض على غرار الغاز المشل والسكاكين والساطور و»الموس» داعيا المتضررين الى ضرورة تقديم شكاوى حتى لا تستغل هذه العصابات الوضع لصالحهم .
العصابات
تمكنت مؤخرا وحدات الامن من القبض على مجرم خطير اصيل جبل الاحمر بالعاصمة ومتورط في اكثر من 60 «براكاج» هذا بالإضافة الى تعمده ترويع المسافرين في متروعدد 5 مؤكدا انه تم الاطاحة به في كمين داخل حافلة اثناء قيامه بالاعتداء على سيدة كشفت انه كان سيسطوعلى هاتفها الجوال .
واكد مصدرنا ان المنحرفين الخطيرين يقومون بتكوين عصابات تحت اشرافهم متكونة من شباب وفتيات تترواح اعمارهم بين 16 و25 سنة وتقوم بنشرهم في عدد من وسائل النقل وتنتهى مهماتهم بعد تسليم المسروقات اليهم مقابل حصولهم على مبالغ مالية .
الفتيات
وتطرق محدثنا الى استغلال عصابات السطو في وسائل النقل على فتيات خاصة صغيرات السن اللاتي يتعمدن بدورهن الى المشاركة في «البراكاجات» مضيفا ان هذه المجموعات المارقة عن القانون تستغل ايضا اطفال الشوارع في جرائمهم ضد المسافرين متطرقا الى قضية مقتل طفل في حادث اليم حين عمد لسرقة محفظة شاب وقفز من الميترو ليلقى مصرعه بعد ان تعرض للدهس من الميتروالقادم من السكة الاخرى .
الاجراءات
من جهته قال محمد الشملي مدير الاتصال بشركة نقل تونس «للشروق» ان المؤسسة اتخذت إجراءات هامة للحد من ظاهرة السرقات على غرار وجود مشروع ميزانيته مليار وينص على تركيز كاميرات في محطات الميترو والحافلات وبعث قاعة متطورة للمراقبة مضيفا انه تم نشر وحدات في السلامة الامنية وتكوين فرقة خاصة في هذا المجال .
الانتداب
واكد مدير الاتصال بشركة نقل تونس انه تم حاليا انتداب 19 عونا في السلامة الامنية وهناك 32 عونا اخرين يتم تكوينهم مع مصالح وزارة الداخلية مضيفا ان مشروع الشركة قائم اساسا على انتداب 120 عونا عبر مراحل كما ان المؤسسة تملك مصالح خاصة بالسلامة المرورية والامنية مهمتها ايصال المعلومة للجهات المعنية .
كما اضاف محدثتا ان قاعة عمليات شركة نقل تونس تتواصل مباشرة مع الاجهزة الامنية بوزارة الداخلية مضيفا انه تم اتخاذ اجراءات هامة خاصة في النقاط السوداء التي تشهد اكبر عمليات سرقة خاصة في الانفاق وبعض المناطق .
التأمين
كما طمأن محمد الشملي مستعملي وسائل النقل العمومية مؤكدا ان شركة نقل تونس اتخذت اجراءات هامة للحد من الظاهرة قائلا «كان كل من المتروعدد 1 و6 يشهد سابقا اكبر عمليات سرقة ولكن بعد اتخاذ تدابير وقائية شهد الخطان تحسنا كبيرا مضيفا ان الشركة تسعى دوما لتامين مسافريها ووسائل النقل ولكن لا يمكن دائما السيطرة على الفضاء العمومي».
متابعة : منى البوعزيزي
