العاصمة: ابتزاز، سطو ودفع ضرائب للمنحرفين:المــافيــا... فــي بــومنديــل؟

0


قرر عدد من تجار سوق «بومنديل» بالعاصمة مقاضاة زعيم عصابة بتهمة السطو على محلاتهم وابتزازهم واستغلال نفوذه وشبكة علاقاته لافتكاك بضائعهم والاعتداء عليهم وإهانتهم كما قرر المتضررون التوجه لمقر ولاية تونس للاحتجاج.

التجار المتضررين من عصابات إجرامية بسوق بومنديل بالعاصمة الذين طالبوا قيادات الأمن بوزارة الداخلية بمساعدتهم ...
قال يونس قباني تاجر بسوق بومنديل بالعاصمة انه يتعرض بصفة يومية للابتزاز من قبل منحرف خطير يقود عصابة حيث طلب منه مبالغ مالية مقابل عدم التعرض له وعندما رفض أصبح يهده بنفوذه وعلاقته بعدد من الأمنيين مضيفا انه وجد نفسه في مواجهة ادعاءات باطلة فقط لأنه رفض الانصياع له ودفع اموال من جهده وتعبه.
الغضب
وقرر التجار الغاضبون تنظيم وقفة احتجاجية لإيصال أصواتهم للقيادات الامنية بوزارة الداخلية ولإيقاف نزيف الاعتداءات التي يتعرضون لها بصفة يومية من قبل عصابات اجرامية ولعل ابرزها التي يقودها منحرف خطير في الاربعين من عمره وتم سجنه 15 مرة بتهم عديدة على غرار تجارة المخدرات والتحرش والعنف وحرق ممتلكات الغير.
كما يستغل المنحرف علاقته بعدد من الامنيين ليبتز ضحاياه كما قام مؤخرا بنشر صورة له وهو يرتدي قبعة شرطي ويذكر ان هذا المنحرف كان ينتمى سابقا الى عناصر سلفية.
السوق والضحايا
ويعتبر سوق بومنديل من أبرز أسواق العاصمة ويضم داخله ما بين ألف و1500 تاجر ويتوافد عليه التونسيون من كل ولايات الجمهورية وحسب أحمد قابسي تاجر أقمشة فان عدد الوافدين تراجع بسبب الخوف من «البركاجات» ومن العصابات التي تروّع التجار وأهالي الاحياء المحيطة بالسوق مضيفا انه على الجهات المعنية ان تتخذ اجراءاتها العاجلة قبل ان يخرج السوق عن السيطرة.
الخوف
انتشرت ظاهرة عمليات السطو على المحلات والبضائع في سوق بومنديل بالعاصمة حيث تعرض مؤخرا تاجر الى عملية سرقة ولإعادة المبالغ المفقود طلب منه زعيم العصابة توفير مبلغ مالي مقابل عودة بضاعته وفي نفس السياق تم السطو على مبلغ مالي كان بحوزة تاجر ثان ولعل تكرار عمليات السرقة جعل التجار يطلقون صيحة فزع لإيقاف نزيف هذه التجاوزات.
شهادات مؤلمة
يتعرض يوميا الوافدون على السوق لعمليات سرقة باستعمال السلاح الابيض وقالت غفران الميساوي طالبة انها تعرضت لعملية براكاج من قبل منحرف استولى على مبلغ مالي يقدر بـ150 دينارا وهاتفها الجوال هذا بالإضافة الى الاعتداء عليها ومن جهتها تدخلت بدرة العويني تاجرة أقمشة لتضيف في نفس السياق انها قررت ترك السوق بسبب ما تعرضت له من اهانات واعتداءات من قبل مجموعة من المنحرفين.
وأضافت محدثتنا انها كانت ايضا شاهدة عيان على عمليات «براكاج وسطو مسلح وتجاوزات خطيرة جعلتها تقرر الهروب على حد تعبيرها من السوق خوفا على حياتها وحياة ابنها الذي لم يتجاوز سنه بعد 5 سنوات قائلة « نعم لقد قررت الفرار بعد ان هددوني بابني فأنا لست قادرة على دفع أتاوة تقدر بعشرين دينارا بصفة يومية».
البقاء للقوي
بسبب الافلات من العقاب واستغلال عصابات المنحرفين لشبكات العلاقات التي يتمتعون بها أصبح يسود اعتقاد لدى عدد من التجار والوافدين لسوق بومنديل بالعاصمة ان البقاء اصبح للأقوى حسب تعبيرهم حيث أكّد محمد مريزقي تاجر العاب انه تمكن من النجاة من عمليات سطو لأنه رضخ لدفع الاتاوة قائلا باستهزاء «انا اعيش حاليا بأمان لأني ادفع يوميا 20 دينارا حتى لا اتعرض للإهانة كما أني لا احتاج مساعدة اي طرف».
وأضاف ان من يريد ان يفتك لقمة عيشه عليه ان يدفع الثمن من ماله الخاص ومن جهده لساعات طوال كل يوم ليتمكن من توفير حياة كريمة لعائلته قائلا «اعرف ان ما أقوم به يعتبر جبنا وسلبية ولكني سئمت الصراعات والقضايا والتهديدات من قبل المنحرفين ومن يساندهم».

سوق سيدي بومنديل هو أحد الأسواق الشعبية لتونس العاصمة ويقع بنهج يحمل نفس الاسم، هو مواز لنهج الجزيرة. وينطلق هذا السوق من ساحة سيدي البشير إلى ساحة البرزلي التي ينتهي إليها نهج إسبانيا ونهج الكومسيون.
ويختص هذا السوق في بيع البضائع المستوردة من الصين وشرق آسيا عن طريق ليبيا وتتميز بضاعته بانخفاض جودتها وأسعارها.

المتضررون: تجار ومواطنون
ـ عصابات تروع التجار
ـ تهديد وابتزاز وسرقات
ـ عمليات براكاجات بصفة يومية
ـ مقاضاة زعيم العصابة
زعيم العصابة
ـ في الاربعين من عمره
ـ دخل السجن 15 مرة
ـ متورط في قضايا تحرش ومخدرات وعنف
ـ يستغل علاقته بعدد من الأمنيين
ـ يتحصل على أتاوات من التجار
ـ كان ينتمى لمجموعة سلفية

الأكثر مشاهدة

جميع الحقوق محفوظه © شبكة مِجْهَار

تصميم الورشه